لقد ترك الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى شيخ الصوفيين تراث إنسانياً ضخماً للبشرية سيبقى خالداً لآخر الزمان فقد عاش حياته فى ترحال دائم فى مشرق العالم ومغربه ينشر على الناس تعاليمه وآراءه وتعلق به الكثير من المريدين وتلاميذه وأفتتن به الكثير من العلماء والحكام وعامة الناس لما فيه من زهد وروحانية عليا تشمل وتكفى العالم بآسره ولم يكن هؤلاء معجبينه ومريدينه فى عهده فقط بل فى كل وقت وفى كل زمان له مريديه فحتى الآن يوجد الكثير من الناس فى العالم الشرق والغرب معجبين بأفكاره واقواله وحياته والعجيب أنه ليس المسلمين من معجبينه بل تجد ديانات آخرى معجبين به وبأفكاره فهو القائل : ـ
فأصبح قلبى قابل كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراه ومصحف قرآن
ادين بدين الحب إنى توجهت ركائبه فالحب دينى وإيمانى
فتلك هى المحبة التى نادى بها بن عربى وأنها لابد أن تشمل كل خلق الله ، وهكذا كانت حياة بن عربى كانت عبارة عن صرح من المحبة أنارت العالم وشملته من مشرقه لمغربه
وأورد هنا بعض من أقواله الخالدة عبر الزمان : ـ
كل من أحبك لك فاعتمد على محبته فإنه الحب الصحيح وحب الله لخلقه لهذة المثابة أحبهم لهم لا لنفسه
الضمائر تعطى الإتصال والإنفصال ، فأنظر بآى ضمير تحاطب فتعرف عند ذلك أين أنت من المخاطب فى محل قرب أو بعد
لا يؤخذ من اللبن سوي زبدة المخض ، عليك بروح الاشياء ولا تأخذ من العسل سوى ما أدخره لنفسه ، لا تشرب خمر العلوم إلا السلافة
التى لم يعصرها الأرجل ، لا تشرب من المياه إلا ماء المطر فإنه ماء التقطير فيه مزيد علم
ليس الناطق من كلمك بصوته وحرفه وإنما الناطق من كان فى قوته أن يوصل إليك ما عنده من معانى
تحفظ أيها السالك من حجاب البشرية ما أستطعت
إذا أنكشف الغطاء تبينت الأمور على ما هى عليه ، فيريح العالم ويخسر الجاهل ، فأدرك نفسسك بالعلم قبل الموت ، فأن الظلمة أمامك ما فيها نور إلا علمك وأشرف أعمالك العلم
من جنى وعلم أن الحق غفار غفر له ، ومن لم يجن ولم يعلم أنه غفار فقد جنى
من خرج عن أصله فهو غريب ، وعذاب الغربة شديد ، الشقى غريب فى الآخرة ، والسعيد غريب فى الدنيا ، فطوبى للغرباء
إذا رأيت باباً مغلقاً فأعلم إن وراءه أمراً فتعمل فى فتحه
ما من نور إلا فى مقابلة ظلمة ، وكل ظلمة على قدر نورها ، والأنوار متميزة ، وكذلك الظلم ، ما من شئ إلا له مقابل
كل محب مشتاق ولو كان موصولاً
رحم الله الشيخ الأكبر محى الدين بن عربى فقد كان حقاً إنسان
هناك ٥ تعليقات:
هاى اسلام
انا مثلى قوى
مقالك جميل انا قراته
فى البدايه مبروك رجوعك للتدوين
والمدونه ونورتها
بجد الف مبروك
وانا مبسوط انك عملت الخطوه دى
ثانيا انا قرات موضوعك
وابن عربى قد تعرض للاضطهادر
عزيزى اى مفكر عربى لابد ان يتعرض للاضطهاد
الا ترى كيف حال الدكتوره نوال السعداوى
الم ترى كيف حالفاروق فرج وغيره
حتى قديما الم ترى كيف حال ابن رشد
هذا هو المجتمع العربى
تحياتى لك
مثلى قوى
جميل قوى
انا عرفت محى الدين من كلامك
ياترى مين بيشيل الكلام ده جواه على طول؟؟
على فكره انا عامله تجمع بلوجرى جامد جدا بمناسبة نجاحى وتخرجى على خير
والتفاصيل على مدونتى الصغنونه..اللى من غير فذلكه
هاى انسان
تهنئتى بعودتك للتدوين، وشكرا للسياحة فى اقوال ابن عربى، هو مفكر مهول اضاف الكثير من الفصول الى كتاب الانسانية، قرات له الفتوحات المكية وفصوص الحكم، والاخير يسميه السلفيين بقران الشيطان
وللدكتور نصر حامد ابو زيد كتاب مهم عنه باسم هكذا تحدث ابن عربى، وتعلم ان الدكتور نصر محكوم عليه بالردة
الكتاب مهم لانه يقرب افكار ابن عربى الى الناس فهى غاية فى الصعوبة حتى لكبار المثقفين
سعدت بالقراءة لك وارجو ان تقبلنى قارئا لك وصديقا
العزيز مثلى قوى : ـ
متشكر قوى على التعليق الجميل ده ، وده هو الدور الواجب على كل مفكر أن يواجهه التخلف والرجعية فى المجتمع
وينكى : ـ
الف مبروك النجاح وعقبال الدكتوراه ، وأنا أن شاء الله حأحاول أكون موجود فى الحفلة
المتوحد
ألف شكر على مشاركتك هذة الجميلة وطبعاً المدونة مدونتك ويكون لى شرف كبير أن تشارك برأيك
هاااااااااى انسان
مبروك على العودة و يا رب تكتب ديما و مش تغيب كتير كده و اسف لتاخري ف التعليق على البوست
بس المهم تفضل متواجد معانا
صديقك
كريم
إرسال تعليق