سأضطر آسفاً أن أتوقف بعض الوقت عن التدوين وذلك لسببين
السبب الأول دراستى وعملى حتى أعطى لدراستى بعض الإهتمام والوقت حيث فات الكثير من الوقت لم انجز فيه الأ القليل ولم يبقى الا القليل من الوقت سأحاول فيه بمشيئة الله أن أنجز فيه الكثير ، قد تطول مدة هذة الأجازة لكن لابد منها وهكذاهى الحياة .
والسبب الثانى النكسة الكبرى التى أصيب بها مجتمع المدونون وهى التعدى على حرية واحد من أبناء مصر الحرة وهو كريم عامر ،حيث صدر يوم الخميس الماضى 22 / 2 / 2007 الحكم عليه أربع سنوات وأن كان هذا السبب يجعلنى اتوقف عن التدوين ليس خوفاً ولكن حداداً على الحرية المسلوبة مننا
كريم شخص استخدم عقله وفكره فى زمن اصبح الفكر فيه جريمة وان كان هذا هو الحال على مر التاريخ لكل من يستخدم فكره وعقله فى مواجهة الأطماع البشرية و الأقوياء والسلطة ورجال الدين المنافقين ، ومن المؤسف أننى قرأت بالجريدة أمس ان أهله يعتبرون الحكم قليل عليه ويتمنى أخاه أن يرجع كريم عن افكاره ويكون له السجن درس وعبرة ويرجع إلى صوابه ، إلى هذا الحد كل هذا الجهل ، ألم يعرفوا أن السجن عمره ما يغير فكرة ، بل بالعكس فسجنه وتقييد حريته من الممكن ان يودئ إلى قهره ماذا فعل كريم لكى يلقى كل هذا الظلم فى أجمل سنوات عمره ، من يقرأ مدونته
ويقرا تعريفه لنفسه للناس والذى اسرد عليكم بعضه سيعرف أنه كان شخص كثيراً متفاهم ويحترم الآخر ويحترم ، العقل حيث يقول : ـ
أنا ليبرالى ، أؤمن من أعماقى بالحرية المطلقة للإنسان ( الفرد ) ، ولا أجد مبررا لفرض القيود على كاهله طالما لا تتعارض حريته وحريات الآخرين . أؤمن عن قناعة تامة بأن الإنسان هو إله نفسه ، ولا يحق لأىٍّ كان أن يفرض على عقله أمورا مسلم بها وغير قابلة للنقاش والأخذ والرد . أرفض القطعنة بكافة صورها ، وأعتقد أن ذات الإنسان هى هويته الحقيقية بكل ما يشكلها من محددات يختارها بنفسه بصرف النظر عن الأسباب الكامنة وراء وضع يده على مثل هذه الخيارات . المرأة كما أراها ليست فقط نصف المجتمع ، بل هى أيضاً أصل الجماعة البشرية ، وهى أول كائن بشرى متطور عن أسلاف له ، كما أننى أعتقد أن قدرة المرأة على العطاء والتحمل وأداء الأعمال الجادة المثمرة الخلاَّقة تفوق بكثير قدرة الرجل ، وربما يختلف معى الكثيرين حول هذا الأمر ، فليكن ، لا أطلب لها أكثر من المساواة التامة به ! . أكره الحرب من أعماقى ، و أمقت من يشعلها ، ومن يشارك فيها ، ومن يعمل على إستمرارها ، ومن يتكسَّب من ورائها ، ومن يدعم أطرافها ، لافرق عندى بين قوة وقوة أو بين خصم وخصم ، فكل من يحمل السلاح ليس سوى مسخٍ بشرىٍّ مشوهٍ عدو للطبيعة . أنا علمانى ، أرى ضرورة الفصل التام بين الدين من جهة ، والحياة من جهة أخرى ، لا أفتأت على حق المتدينين فى التعبد للإله الذى يؤمنون به طالما ظل إيمانهم أمرا خاصاً بهم معبر عنه بطقوس يؤدونها بين جدران دور عبادتهم . أرفض كافة نظم الحكم القمعية السلطوية ، وأعارضها من موقعى بقدر ما أستطيع ، خاصة نظام الحكم الفاسد فى مصر والذى أصبح مضرب المثل فى الإستبداد والفساد بين الشعوب الحرة والمتطلعة للحرية .
ماذا جنى أو ماذا فعل هذا الإنسان المسالم والذى يبغض الحروب فى وقت أصبح فيه العالم كله ملئ بالوحشية والفظاعة والقتل ، حتى وأن كانت له بعض الآراء المهاجمة للإسلام والدين ، الأ يوجد فى تراثنا الكثير من العلماء والفلاسفة الذين ألحدوا ثم توصلوا بنفسهم إلى معرفة ربنا ، ألم يقل الشيخ ابو حامد الغزالى ، أن من يوصل إلى معرفة الله بعد شك أفضل من أن يعرف ربنا بدون تفكير ، أو ألا نقول دائماً ربنا عرفوه بالعقل ، أو ألم يعرف كل نبى الله عن طريق تساؤلاته وتأملاته
فكما قلت هذا هو مصير كل من يستخدم عقله على مر التاريخ ألا أننا الآن أصبحنا فى زمن من يريد أن يعيش فيه أمامه أمرين : أما أن يعيش خاضع ويساق كالدابة ويلغى عقله ، أما أن يواجهه الظلم والقمع وليكن مصيره مصير كريم
وفى النهاية أهدى هذة الكلمات للبطل والاخ كريم ، وهى من من أغنية يا عشاق الحياة للمطرب محمد منير فى فيلم المصيروالذى كان موضوعه هو نفس الموضوع والتى تقول كلماتها : ـ
يا عشاق الحياة
جمر الهوا جوا القلوب والع
لو غاب قمر ، مليون قمر طالع
يفتح سبيل فى المستحيل
ويا فجرنا يا سلسبيل مهما تغيبب راجع
يا ضحكة من نن العيون متمكنة
كل المطارح ملكنا
نرقص مكان ما نحب ونرقص الأحلام
فى حضن القلب ، نبتدى يومنا بالغنى
من القلب ده دقة والحس ده حبة
والرجل دى دقة
مدوا الخطاوى مشوارنا لسه طويل
ومالوش سبيل ، وكل خطوة على الطريق قنديل
ده بكره جايب نهار يستاهل المشوار
وحلمنا لو ينضرب حنصد ونرد
يبقى المصير فى اليد
: إليك يا كريم
أن قيدوا جسدك ، لن يقيدوا عقلك وأفكارك